تحذيرات سعودية مُهملة- هجوم ماغديبورغ يكشف كارثة إرهابية متوقعة.

المؤلف: هيلة المشوح10.26.2025
تحذيرات سعودية مُهملة- هجوم ماغديبورغ يكشف كارثة إرهابية متوقعة.

في خضم فترة انتخابية حرجة تشهدها ألمانيا، والتي استدعت رفع درجة استعداد القوات الأمنية تحسباً لأي اعتداءات محتملة، وقعت فاجعة دامية في قلب مدينة ماغديبورغ الهادئة بوسط البلاد. فقد أقدم شخص مضطرب عقلياً على تنفيذ هجوم إجرامي مروع، حيث اقتحم بمركبته سوقاً تقليدياً لعيد الميلاد، ودهس جمعاً غفيراً من المتسوقين الأبرياء، مما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن خمسة أشخاص وإصابة ما يقارب المئتي شخص بجروح متفاوتة الخطورة.

وفي غضون ساعات قليلة عقب هذا الحادث المأساوي، صرح مصدر مسؤول في المملكة العربية السعودية بأن مرتكب هذا العمل الإجرامي الشنيع يحمل الجنسية السعودية، ويدعى طالب العبد المحسن، وأنه يحمل في طياته أفكاراً متطرفة تنم عن خلل في التفكير. وأكد المصدر

بكل وضوح أن المملكة العربية السعودية قد سبق لها أن حذرت السلطات الألمانية من هذا الشخص بالتحديد، وذلك عقب تبنيه لآراء متطرفة عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس". وعلى الرغم من التحذيرات المتعددة والإشارات الواضحة التي تنبئ بانحراف هذا المجرم واحتمالية خطورته على المجتمع، إلا أن موقع "دير شبيغل" الألماني كشف عن تلقيه معلومات تفيد بأن السعودية قد أرسلت ثلاثة تحذيرات منفصلة إلى ألمانيا بشأن هذا الشخص، إلا أن برلين تجاهلتها بشكل مؤسف. كما فتحت الشرطة في ولاية "ساكسونيا أنهالت" الألمانية تحقيقاً في تهديدات كان قد دونها الرجل على منصة "إكس" عقب تلقيها شكوى رسمية، إلا أنها توصلت إلى استنتاج خاطئ مفاده أن هذه التهديدات لا تشكل خطراً ملموساً، وقامت بإغلاق التحقيق بشكل مستهتر. وبالإضافة إلى ذلك، قامت سيدة سعودية بتحذير ألمانيا في العام الماضي من عزم هذا الشخص على قتل ألمان أبرياء، إلا أن دائرة الهجرة الألمانية تجاهلت تحذيرات السيدة بشكل غير مسؤول. والأهم من كل ما سبق من مؤشرات وسوابق إجرامية، أن المتهم قد أعلن عن عرض مكافأة مالية قدرها 2662 يورو لمن يدلي بمعلومات عن إقامة السفير السعودي في ألمانيا ومواعيد تواجده، وقد قامت السفارة السعودية بإبلاغ السلطات الألمانية بهذا الأمر الخطير، ولكنها أيضاً لم تتعامل مع البلاغ بجدية كافية!

وكشفت التحقيقات أن منفذ العملية هو طبيب سعودي يبلغ من العمر 50 عاماً، وقد وصل إلى الأراضي الألمانية في عام 2006، وحصل على وضع لاجئ في منطقة ساكسونيا أنهالت، التي تقع عاصمتها ماغديبورغ على بعد حوالي 160 كيلومتراً من العاصمة برلين. ويحمل هذا الشخص آراء متطرفة "ضد الإسلام" أو كما وصفتها وزيرة الداخلية الألمانية حول دوافع المجرم بأنه "معادٍ للإسلام"، وذلك لأنه يتهم ألمانيا بالترويج للإسلام ونشره، ويمتلك حساباً شخصياً على منصة "إكس" يقوم من خلاله بنشر العديد من الآراء المتطرفة والتهديدات العلنية!

وعلى الرغم من فداحة هذا الحادث المروع الذي هز أرجاء ألمانيا، والذي أدانت المملكة العربية السعودية بشدة في بيان رسمي، إلا أن هذه الجريمة النكراء كشفت الستار عن شخص مختل يعبث بأمن واستقرار المجتمع، وسقوط منتظر لمجرم لطالما ألحق الأذى بالكثير من البيوت الهادئة في المملكة، ففرق شمل الأسر وحرض فتياتها على التمرد والخروج عن الأعراف والتقاليد، وأشعل نار الفتنة والتحريض على هروب الفتيات بعد امتهانه لهذه المهمة الدنيئة التي يمرر من خلالها إغواءه الخبيث لاجتذاب الفتيات وتنسيق هروبهن بذريعة تبني أفكار نسوية متطرفة أو إلحادية أو مثلية، ليبدأ بعدها استغلالهن وتدميرهن اجتماعياً وأخلاقياً وإنسانياً بشكل ممنهج. ونحن السعوديون نعرف هذا المجرم جيداً، وقد رصدنا منشوراته وتحركاته المشبوهة بعد أن اكتوينا من عبثه وإجرامه في الداخل، وحذرنا منه في الخارج مراراً وتكراراً. ولو أخذت ألمانيا بتلك التحذيرات على محمل الجد، لكانت قد حقنت دماء خمسة من أبنائها الأبرياء، وجنّبت مجتمع ماغديبورغ هذه الجريمة البشعة التي لا تغتفر. وكما يقول المثل الشعبي "خذ العلم من أهله فهم أدرى بشعابه".

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة